القارئُ الصيدلاني الدكتور محمد توفيق النحاس، وهو تلميذ من تلامذة الشيخ عامر عثمان، والذي كان يراجع ويشرف على تسجيلات كبار القراء في الإذاعة كأمثال الشيخ الحصري وغيرِه.
وهو أحد أعلام القراءات وأَعمدةِ الرواية في الديار المصرية خاصة، والعالم الإِسلامي عامة، وأحد جبال العلم في القراءات، فأسانيده إلى ثبت العلامة الأمير، ومنه إلى أئمة الإسلام انتهاء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أفنى الشيخ علي توفيق النحاس عمره في تعليم القران والقراءات والعلم وبثه ونشره، وعلى الرغم من كبر سنه فقد بلغ 85 سنة، إلا أنّ الشيخ النحاس لم يدخر جُهدًا في تعليم طلابه القرآن الكريم لفترة طويلة تمتد لساعات داخل...القارئُ الصيدلاني الدكتور محمد توفيق النحاس، وهو تلميذ من تلامذة الشيخ عامر عثمان، والذي كان يراجع ويشرف على تسجيلات كبار القراء في الإذاعة كأمثال الشيخ الحصري وغيرِه.
وهو أحد أعلام القراءات وأَعمدةِ الرواية في الديار المصرية خاصة، والعالم الإِسلامي عامة، وأحد جبال العلم في القراءات، فأسانيده إلى ثبت العلامة الأمير، ومنه إلى أئمة الإسلام انتهاء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أفنى الشيخ علي توفيق النحاس عمره في تعليم القران والقراءات والعلم وبثه ونشره، وعلى الرغم من كبر سنه فقد بلغ 85 سنة، إلا أنّ الشيخ النحاس لم يدخر جُهدًا في تعليم طلابه القرآن الكريم لفترة طويلة تمتد لساعات داخل الصيدلية التي يمتلكها، فيجلس على كرسيه، وأمامه طالب العلم يقرأ عليه آيات القرآن الكريم بالقراءات العشر، فـ يسمعها ويبكي، ويطير قلبه فرحًا بعدما يمنح تلميذه الإجازة، حتى أصبح لديه آلاف الطلاب حول العالم، إلا أنّه لم يكن يتقاضَ منهم أي أجر عملًا بوصية والده واقتداءً بالسلف الصالح الذي كانو لا يتقاضون أجرًا على القرآن الكريم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
وبحسب لقاء مصور للشيخ النحاس الراحل عبر يوتيوب، يقول إنّ والده كان أستاذًا في الأزهر، يعمل في معهد بالزقازيق، ثم انتقل إلى القاهرة ليتولى مهمة إدارة مجمع البحوث الإسلامية في ستينيات القرن الماضي، وقد قرأ أمامه القرآن الكريم حتى حصل منه على الإجازة، كما حصل على إجازة القراءات العشر المتواترة من الشيخ عامر السيد عثمان عدا قراءة خلف العاشر، ثم أتمّ القراءات كلها أمام الشيخ عبد الرازق البكري حتى حصل على الإجازة. ومن أهم مؤلفات الشيخ علي محمد توفيق النحاس: «الوجيز في أحكام تلاوة الكتاب العزيز»، و«تعريف بالقراء العشرة ورواتهم وأصول القراءات العشرة»، و«الرسالة الغراء في الأوجه الراجحة في الأداء عن العشرة القراء»، و«القصيدة الحسناء تلخيصا للرسالة الغراء». الحزن يُخيم على تلامذة «النحاس» كلمات مؤثرة كتبها طلبة وتلاميذ الشيخ علي توفيق النحاس عقب إعلان خبر وفاته عبر صفحاتهم الشخصية على فيس بوك، ينعون خلالها شيخهم الجليل الذي يرجعون إليه الفضل فيما هم عليه الآن، إذ كتب مصلح الدين الشافعي: «اليوم توفى سيدنا الشيخ علي بن محمد توفيق النحاس، كان رحمة الله عليه من علماء القراءات المحققين، ذو إسناد عالِ في القرآن والحديث، وله فضل كبير على كثير من المشتغلين بالإقراء، وكان كثيرا ما يبكي أثناء القراءة عليه، لا يمل من قراءة الطلاب؛ فقد كنت أقرأ عليه في صيدليته ليلًا من الحادية عشرة إلى الثالثة قبيل الفجر، حتى أتعب أنا وهو منبسط منشرح».
تُوُفِّيَ صباح اليوم الأربعاء، 22 شوال 1445 هـ، الموافق 1/5/ 2024 مـ.