محمّد بن محمّد بن داود أبو عبداللّه الصِّنهاجي الفاسي النّحوي الفقيه المقرئ المالكي الأستاذ، الشّهير بابن آجُرُّوم بالمدّ، وآجُرُّوم كلمة بربريّة معناها الفقير الصُّوفي، وهي لقبُ تشريفٍ تقوم مقامَ السَّيِّد بالعربيّة، (ويقال: إنّ جدّه داود هو أوّل مَن عُرف بها)، و(قد كان من مؤدِّبي أهل مدينة فاس).
وُلِدَ ابنُ آجُرُّوم بفاس عام اثنتين وسبعين وستّمئة 672هـ = 1273م في السّنة الّتي تُوفِّي فيها ابنُ مالك الطّائي صاحب الألفيّة، درسَ بفاس، وَوُصِف بالإمامة في علم النّحو، وكان على قدرٍ كبيرٍ من الصّلاح، يشهد بذلك عموم نفع المبتدئين بمقدّمته، (قال ابنُ الحاج: يَدُلُّك على صلاحه أنّ اللّه جعل الإقبالَ على كتابه، فصارَ غالبُ...محمّد بن محمّد بن داود أبو عبداللّه الصِّنهاجي الفاسي النّحوي الفقيه المقرئ المالكي الأستاذ، الشّهير بابن آجُرُّوم بالمدّ، وآجُرُّوم كلمة بربريّة معناها الفقير الصُّوفي، وهي لقبُ تشريفٍ تقوم مقامَ السَّيِّد بالعربيّة، (ويقال: إنّ جدّه داود هو أوّل مَن عُرف بها)، و(قد كان من مؤدِّبي أهل مدينة فاس).
وُلِدَ ابنُ آجُرُّوم بفاس عام اثنتين وسبعين وستّمئة 672هـ = 1273م في السّنة الّتي تُوفِّي فيها ابنُ مالك الطّائي صاحب الألفيّة، درسَ بفاس، وَوُصِف بالإمامة في علم النّحو، وكان على قدرٍ كبيرٍ من الصّلاح، يشهد بذلك عموم نفع المبتدئين بمقدّمته، (قال ابنُ الحاج: يَدُلُّك على صلاحه أنّ اللّه جعل الإقبالَ على كتابه، فصارَ غالبُ النّاس أوّل ما يقرأ بعد القرآن العظيم هذه المقدّمة فيحصل له النّفعُ في أقرب مدّة ).
وكان موصوفًا بالبركة، ومقدّمتُه الشّهيرة بـ (الآجُرُّوميّة)، أو (الجُرُّوميّة) الّتي ألّفَها تجاه الكعبة الشّريفة، شاهد على ذلك، (ويقال: لمّا ألّفَ هذا المتنَ كان في مجلسٍ عالٍ فطيّرته الرّيحُ؛ فقال: اللّهمّ إن كان خالصًا لوجهك فردّه عليّ؛ فردّه عليه معقبا )، (وحُكي أيضا أنّه لمّا ألّفه ألقاه في البحر، وقال: إن كان خالصا للّه تعالى فلا يبلّ، وكان الأمر كذلك ).
وقيل: إنّه كان على مذهب الكوفيّين في النّحو؛ أُخذ ذلك من توظيفه لبعض اصطلاحاتهم كـ (الخَفْضِ) بدل الجَرِّ، وحُكمِه على (فعل الأمر) بأنّه مجزوم، وهو رأي الكوفيّين، وذكرِه (كَيْفَما) ضمن الجوازم، وأنكر البصريّون ذلك.
ولعلّه خلط المذهبين، صرّح بذلك عبد اللّه كنون في ذكريات المشاهير (ص431 – 433) ناقلا شواهد كثيرة عن العلاّمة السّوداني بما لا مزيد عليه.
أولاده: سكتت أغلب مصادر ترجمته عن ذكر ولده، والّذي وقفت عليه منهم اثنان، هما:
• عبد الله بن محمّد أبو محمّد الأستاذ الكبير.
• محمّد بن محمّد أبو المكارم المدعو بـ: مَنْدِيل الأستاذ المحقّق النّاظم النّاثر.
شيوخه: منهم:
1- الشّيخ الإمام محمّد بن يوسف أبو حيّان النّحوي الغرناطي صاحب البحر المحيط في التّفسير (ت:
745هـ)، ويُعدُّ من أشهرهم.
2- الإمام محمّد بن القصّاب أبو عبد الله.
3- الشّيخ محمّد بن عبد الرّحيم بن عبد الرّحمن بن الطيّب أبو القاسم القيسي الضّرير.
4- عبد الملك بن موسى أبو مروان.
تلامذته: منهم:
1- ابنه عبدالله بن محمّد أبو محمّد.
2- ابنه محمّد بن محمّد أبو المكارم المدعو ب: مَنْدِيل، ويُكنى: أبو عبداللّه.
3- الشّيخ أحمد بن محمّد بن شعيب أبو العبّاس الجَزنائي الطّبيب.
4- الأستاذ عبداللّه بن عمر أبو محمّد الوانغيلي الفقيه النّحوي الضّرير (ت: 779هـ).
5- محمّد بن عليّ بن عمر بن يحيى بن العربي الغسّاني النّحوي.
6- محمّد بن إبراهيم بن إسحاق أبو عبد الله القاضي الحضرمي.
7- أحمد بن محمّد ابن حزب الله أبو العبّاس السّاعدي الخزرجي النّحوي.
8- ابن حكم.
9- محمّد بن أحمد بن يعلى الحسني.
مؤلَّفاته: قال السّيوطي في بغية الوعّاة (1 /238): (ثمّ رأيتُ بخطِّ ابن مكتوم في تذكرته، فقال: محمّد بن محمّد الصِّنهاجي أبو عبد الله من أهل فاس، يُعرف بأكروم، نحويّ مقريء، وله معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع، وله مصنّفات وأراجيز في القراءات وغيرها، وهو مقيم بفاس، يفيد أهلها من معلوماته المذكورة، والغالب عليه معرفة النّحو والقراءات ).
وهذه جريدة لبعض ما وقفت عليه من مؤلَّفاته – رحمه اللّه تعالى -:
1- المقدّمة الآجُرُّوميّة في علم العربيّة.
2- فرائد المعاني في شرح حرز الأماني ووجه التّهاني.
3- أرجوزة البارع في أصل مقرإ الإمام نافع.
4- الاستدراك على هداية المرتاب (نظم).
5- التّبصير في نظم التّيسير (نظم).
6- ألفات الوصل.
7- روض المنافع.
وفاته: كانت وفاته يوم الأحد بعد الزّوال لِعشرٍ بقيت من صفر الخير عام ثلاثة وعشرين وسبعمئة (723 هـ – 1323م)، وله إحدى وخمسون سنة، ودُفن من الغد بعد صلاة الظهر بباب الجِيزين المعروفة بباب الحَمْراء عن يمين باب الفتوح بمدينة فاس – رحمه اللّه تعالى -.
